[اصلاح المنطق - ابن السكيت]
واحد من الكتب السائرة التي خلفت حركة أدبية استمرت مئات السنين، وتناولتها الأدباء بالترتيب والتلخيص والتهذيب، والشروح والردود. قال حاجي خليفة: (وهو من الكتب المختصرة الممتعة في الأدب، ولذلك تلاعب الأدباء بأنواع من التصرفات فيه) ثم ذكر طائفة ممن أدلى بدلوه في خدمة الكتاب، وفاته ذكر الكثيرين منهم، وعقد الميمني في مقدمة (إقليد الخزانة) فصلاً للحديث عن أهمية (إصلاح المنطق) وما ألف في خدمته من الكتب، وفاته أيضاً أن يذكر طائفة منها. وهو المراد بقول المبرد: (ما رأيت للبغداديين كتاباً أحسن من كتاب ابن السكيت في المنطق) . وقد رتبه أبو البقاء العُكبري (ت616هـ) على حروف المعجم وسماه (المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح على حروف المعجم) . وطبع (المشوف) بتحقيق ياسين محمد السواس (دار الفكر بدمشق 1983) . وقصد ابن السكيت بكتابه معالجة ما طرأ على لغة العرب من اللحن والخطأ، وجمع فيه الألفاظ المتفقة في الوزن الواحد مع اختلاف المعنى، أو المختلفة فيه مع اتفاق المعنى، وما فيه لغتان أو أكثر، وما يعل وما يصح، وما يهمز وما لا يهمز، وما تلحن فيه العامة، وما إلى ذلك من فصول الضبط اللغوي. قال الوزير المغربي في كتابه (المنخل من إصلاح المنطق) : (إني وجدت (إصلاح المنطق) طريقاً معبداً لسلاك الأدب، وداراً محلالاً من رواد العلم، قراءته فريضة وحفظه سنة، ورأيت فيه نوازع تحول بين المرء وطلبه، وتعترضه في وجه مبتغاه..... ورأيت له مخاصير عدة، ولم أر فيها ما يغني عن جمهرته، ولا ينظم شتيت شمله المتفرق ... فرأيت أن أختصره ... الخ) طبع لأول مرة بمصر بتحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون، معتمدين نسخة مكتبة مدينة المنصورة، وهي أصل الأصول العالية المعتمدة، لأنها قرئت على ابن فارس سنة 372هـ. وننوه هنا إلى أن كتاب الوزير المغربي (المنخل من إصلاح المنطق) هو الذي أشاد به أبو العلاء في (رسالة الإغريض) التي بعث بها إلى الوزير المغربي. وهو ليس بمختصر، بل بناء جديد للكتاب، اشتمل على إضافة (107) أبواب. انظر كتاب (الوزير المغربي) لإحسان عباس ص24 (وانظر كتاب ابن السكيت (الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها) منشوراً في مجلة: حوليات آداب عين شمس (مجلد12 ص131) . تحقيق رئيس تحريرها: د. رمضان عبد التواب.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]