[ديوان الأدب - الفارابي]
ديوان الأدب للفارابي أول معجم عربي مرتب بحسب الأبنية وبالعودة إلى مضمون هذا الديوان نجد أنه جاء منصفاً بالإيجاز لأن صاحبه تجنب التوسع والإطالة بالابتعاد عن المسائل الفقهية والكلامية، والاعتدال في المسائل النحوية والبلاغية والعروضية.
كما واقتصد في ذكر الشواهد وترك شرح الكلمات الواضحة وقد استفاد من الكتب اللغوية والنوادر والمجاميع اللغوية، كالغريب المصنف لأبي عبيد، وإصلاح المنطق لابن السكيت، وأدب الكاتب لابن قتيبة، والكتاب لسيبويه.
قدر القدماء «ديوان الأدب» فسموه ميزان اللغة ومعيار العربية، وكان أبو العلاء المعري يحفظه عن ظهر قلب، وأعجبه جمعه وترتيبه، وقد تأثر به كثيرون من الذين أتوا بعده، وظهر أثره في اتجاهات ثلاثة: اختصاره أو شرحه، الاستفادة منه في جمع المادة اللغوية خصوصاً الجوهري في صحاحه، تقليد منهجه تقليداً تاماً أو جزئياً.