[الاتباع والمزاوجة - ابن فارس]
معجم طريف. رتب فيه ابن فارس كل ما عثر عليه من بابي الإتباع والمزاوجة. معتمداً في ترتيبه على الحرف الأخير من التابع والمتبوع. فقولهم: (ما عليه سيفة ولا ليفة) تجدها في باب الفاء. واجتهد فيه أن يستخرج معنى للّفظ التابع، مخالفاً مذهب الجمهور فيما ذهبوا إليه، من أن التابع إذا كان له معنى لم يكن من الإتباع. ولم يشترط فيه اتفاق حرفي الروي، إلا أنه تحرى ألا يدرج في معجمه إلا ما اتفق روياه، كما قال في خاتمة الكتاب. والإتباع: أن تتبع الكلمة بكلمة على وزنها لتزيين الكلام لفظاً وتقويته معنىً. أما المزاوجة فهي: تعديل يلحق إحدى الكلمتين لتناسب أختها في الحركة والوزن، كما في الحديث: (لا دريت ولا تليت) فنقل (الواو) في (تلوت) إلى ياء. والحديث: (ارجعن مأزورات غير مأجورات) فصير الواو في موزورات همزة. انظر في ذلك (زهر الأكم) لليوسي في هذا البرنامج. وننبه هنا إلى أن المزاوجة عند اللغويين تختلف عن المزاوجة عن علماء البلاغة. وأول من ألف في الإتباع: أبو زيد الأنصاري في كتاب سماه: (أيمان عيمان) ثم تلاه أبو الطيب اللغوي (ت351هـ) فصنف كتاباً سماه (الإتباع) وصلتنا منه قطعة مطبوعة. وقد رتبه على حروف المعجم، معتمداً أول حروف اللفظ التابع. وقد أدرج ابن فارس في كتابه مواد من الأسجاع والأمثال، نص على أنها ليست من الإتباع والمزاوجة. كقولهم: (أنا تئق وأنت مئق فكيف نتفق) . طبع الكتاب لأول مرة: في مدينة (غيسن) 1906م بعناية المستشرق الأمريكي المولد، الألماني الأصل: (رودولف برونو) معتمداً نسخة كتبت سنة (626هـ) ثم في القاهرة 1947م بعناية كمال مصطفى، معتمداً نسخة مكتبة ابن التلاميد، المكتوبة سنة 711هـ. ثم في دمشق 1995م بعناية محمد أديب جمران، معتمداً نسخة شستربتي المكتوبة (627هـ) ، وما سبق من طبعات الكتاب. وانظر في مجلة العرب (س22 ص359) بحثاً مسهباً حول المزاوجة، بعنوان (ضرائر النثر) وفيها قول ابن بَرّي: (إن للسجع ضرورة تضاهي ضرورة الوزن في الشعر، في الزيادة والنقصان والإبدال، وغير ذلك) وقول السيوطي في كتابه (الاقتراح) : (ويلحق بالضرورة ما في معناها، وهو: الحاجة إلى تحسين النثر بالازدواج) وقول الفاسي: محمد بن الطيب (ت1175هـ) في كتابه (فيض نشر الانشراح على الاقتراح) : (والمراد بالمزاوجة استعمال كلمة خلاف الأصل، لمقارنتها لأخرى) .
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]