[المخصص - ابن سيده]
كتاب ضخم. من كنوز المعارف العربية، مرتب على المعاني. أفرغ فيه ابن سيده مواد معجمه المسمى: (المحكم) (انظره في هذا البرنامج) . ليس في مكتبات العالم منه سوى نسخة فريدة، هي النسخة المغربية العتيقة، التي كانت بالكتبخانة الأميرية المصرية، واعتمدها الشنقيطي في طبعته. (المطبعة الأميرية بمصر 1901م في خمسة مجلدات) . وقال في تقريظه للكتاب: (أحسن ديوان من دواوين اللغة العربية، وأحق كتاب بأن يرحل في طلبه من أراد السبق في الفضل. وكفى مؤلفه هذا الصنيع الجميل الذي لم يسمح الدهر ولا يسمح له بمثيل ... إذ جمع فيه ما تكلمت به العرب في كل جليل ودقيق....حتى إذا فرغ من ذلك أفاض في أبواب العربية، من نحو وصرف وغيرهما ... ) . ونوه صاحب الأعلام الشرقية بجهود محمد بك النجاري، رئيس محكمة مصر (ت 1914م) بجمع أجزاء مخطوطة الكتاب من مكتبات العالم. قال: (وله الفضل الأكبر في جمع أجزاء المخصص المتفرقة في مكاتب العالم، ثم في ترتيب هذا الكتاب وتنسيقه وطبعه ونشره) ولمحمد النجاري هذا كتاب مهم لا يزال مخطوطا جمع فيه خلاصة مواد المعاجم العربية الكبرى (2/526) . بنى ابن سيده كتابه على أبواب، أولها: باب خلق الإنسان. أتى فيه بكل ما يتعلق بالإنسان من مفردات اللغة في بدوه وحضارته، ويقع في زهاء (300) صفحة من الحجم الكبير. ويليه كتاب نعوت النساء، في (46) صفحة. فكتاب اللباس بشتى أنواعه وأدواته. ثم باب الطعام، وفيه الكثير من أطعمة العرب، في باب: ما يعالج من الطعام ويخلط، وما بعده. ثم باب الأمراض، حسب أعضاء الجسم، ثم النوم والنكاح، ثم أسماء الديار، وما يتعلق بالبناء والهندسة، ثم أبواب شتى في السلاح، فالقتال، والحيوان بشتى أنواعه، والأنواء والسماء وما فيها، والأيام والليالي، والرياح والسحاب، والمطر والماء وأدواته، والأرض والجبال والوديان، والنبات. ثم عقد أبواباً للمعاني والمعاملات، جعلها مدخلاً لأبواب اللغة بجميع فصولها، وختم الكتاب ببحث في اشتقاق أسماء الله الحسنى. قال عبد السلام هارون في مقدمته لفهرسة أرجاز الكتاب: (أكبر معاجم اللغة العربية، لم يؤلف قبله ولا بعده معجم يفوقه في الاستيعاب والتنسيق وغزارة المادة) . ويلاحظ العجلة في إعداد مقدمة الكتاب، وقد ترك فيها بياضاً في زهاء (40) موضعاً، لم يتمكن من ملئها. فجاءت مفككة المعاني، حتى في تسمية مصادر الكتاب.! وانظر ما كتبه د. أحمد خطاب العمر في مجلة آداب الرافدين (مجلد 13 ص163) بعنوان: مظاهر الحضارة العربية في معجم المخصص لابن سيده. وفي عام (1299هـ) أصدر عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى كتاب (الإفصاح في فقه اللغة) وهو مختصر كتاب المخصص وخلاصة بحوث ابن سيده في فقه اللغة. ونبه محمد الطالبي (ابن سيده المرسى حياته وآثاره) إلى كثرة نقولاته عن أبي علي الفارسي، ومنها (121) نقلاً في الجزء الأول
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]