[المقتضب - المبرد]
أنفس مؤلفات المبرد وأنضجها ثمرة، وأقدم ما وصلنا من كتب النحو بعد كتاب سيبويه. كما قال الأستاذ بجامعة الأزهر، محمد عبد الخاق عضيمة، في نشرته النفيسة للكتاب، القاهرة 1963م. معتمداً نسخته الفريدة في العالم، وهي التي تحتفظ بها مكتبة كبريلي زاده في الأستانة، وتقع في (1303) صفحات، بلا مقدمة ولا خاتمة. وقد كتبت بخط مهلل بن أحمد الأموي سنة 347هـ عن نسخة أبي سعيد السيرافي، المكتوبة في ذات السنة. وقد ضم المحقق إلي هذه النشرة ثلاثة كتب، هي: 1- نقد المبرد لسيبويه، وسماه: (مسائل الغلط) ويضم (132) مسألة، ذكر منها في المقتضب (34) مسألة. ونقل ابن جني اعتذاره عنه بأنه مما ألفه في حداثته. 2- رد أحمد بن ولاد (332هـ) على نقد المبرد. 3- مختصر تفسير المسائل المشكلة في أول المقتضب، للفارقي (ت 391هـ) وهمّش مسائل النقد بما يقابلها من كتاب سيبويه. وهي (1550) نصاً. فجاء الكتاب عدا الفهارس في (1452) صفحة من القطع الكبير، في أربعة مجلدات. وقد وقع فيه تكرير لخمسة أبواب، ذكرها المحقق (ص 80) . ألف المبرد كتابه هذا قبل (الكامل) فلما ألف (الكامل) أحال إليه في كل مرة تحدث فيها عن مسائل اللغة. ويضم (561) شاهداً، منها في كتاب سيبويه (380) شاهداً. ويؤخذ عليه فيه حملتُه الأثيمة على أصحاب القراءات السبع، جرياً على منوال أستاذه المازني في آخر كتابه: (التصريف) ، حيث يسخر من القراء وينبزهم بالغفلة والجهل والتعلق بالألفاظ. فنقل عنه المبرد هذا الباب وأثبته في المقتضب. فكان ذلك سبب خمول الكتاب. انظر مقدمة المحقق (ص111) . قال الفارقي في شرحه المذكور آنفاً: (لما رأيت توفر الرغبة من الناشئين في زماننا، وحرص المتوسطين من أهل الأدب في عصرنا على النظر في كتاب المقتضب ... وكان أبو العباس رأى أن يقدم في كتابه مسائل تصد من قصد له عن التعرض به، إلا بعد إحكام أصولها من سواه....رأيت أن أقدم لكل مسألة أصلاً يعتمد فيها عليه ... فيسهل على من نظر في كتابنا هذا أن يقرأ الكتاب بعده..إلخ) فرغ الفارقي من كتابه في ربيع الأول سنة 372هـ وأهداه لأبي القاسم عبد العزيز بن يوسف. وقد جار فيه على قرائه في استعراض جميع الصور العقلية في كل مسألة، كذكره (166) صورة لقولهم: (سير بزيد فرسخين يومين) . وانظر كتاب (الفاضل) في هذا البرنامج. و (الأصوات اللغوية عند المبرد في كتابه المقتضب) د. حازم طه: مجلة آداب الرافدين: المجلد 23 ص59.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]