[الخيل - أبوعبيدة]
أضخم ما وصلنا من الكتب المؤلفة في الخيل وأوصافها. قدم له مؤلفه بمقدمة نادرة عن منزلة الخيل عند العرب، وختمه بباب طويل، ضمنه ما عثر عليه من قصائد كاملة لعشرين شاعراً في وصف الخيل. وبين المقدمة والخاتمة أبواب عقدها للحديث عما ورد فيها من الأحاديث والآثار، وما يوصف من أمر الخيل وفحولها وإناثها، من لدن تستودق إلى أن تنتج، وحال أولادها إلى أن تنتهي أسنانها، ودعاء الخيل، وعيوب خلقتها، وعيوبها الحادثة، وما يستدل به على جودة الفرس وعتقه، وصفة العتق، وصفة ما يخالف الذكر فيه الأنثى، وأسماء الخيل، وما تستحب العرب من ألوانها، وأسماء الدوائر التي تكون فيها، وجريها ونشاطها وصهيلها..إلخ. طبع الكتاب لأول مرة في حيدر آباد الدكن سنة 1358هـ بعناية المستشرق (كرنكو) وباعتماد نسخة الكتاب الفريدة في العالم، وهي نسخة مكتبة حكمت عارف في المدينة المنورة، وقد لحق الكتاب من هذه الطبعة الكثير من التصحيفات والتحريفات. ثم طبع بتحقيق د. محمد عبد القادر أحمد في القاهرة سنة 1986م بعد تحقيقه لكتاب ابن الأعرابي (أسماء خيل العرب وفرسانها) وربما كان صحيحا ما حكاه صاحب مراتب النحويين، قال: (وعمل محمد بن عبد الغفار الخزاعي (كتاب الخيل) فعزاه الناس إلى أبي عبيدة، فهو في أيديهم إلى اليوم) لأن المشهور عن أبي عبيدة تعصبه للفرس وتعمده الإساءة للعرب، وهو أول المكثرين في تأليف الكتب في الإسلام. أحصى محقق الكتاب (129) كتاباً من كتبه، منها ثمانية كتب في الخيل. أصله من يهود فارس، كما يذكر هو، ولعله أول من اعتنق الإسلام من أسرته، ولد كما يقول: في الليلة التي توفي فيها الحسن البصري سنة 110هـ، وتخرج هو والأصمعي وأبو زيد الأنصاري من مسجد واحد. وعاشوا حياة متشابهة، تجاوز كل منهم التسعين من عمره، واقترنت أسماؤهم ببعض، فكانوا أركان اللغة والأدب في البصرة، وسارت في الموازنة بينهم أقوال كثيرة. قال الجاحظ: (لم يكن في الأرض خارجي، ولا إجماعي، أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة) . وانظر في (معجز أحمد) ما انفرد به المعري من ذكر خبر طريف، له صلة بالكتاب. في سبب قول المتنبي: لكل جواد من مرادك موضع.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]