[المعمرون والوصايا - السجستاني]
أول كتاب انفردت مادته بجمع أقوال المعمرين. ألفه أبو حاتم السجستاني، أستاذ المبرد وابن دريد. طبع قسم المعمرين منه، لأول مرة سنة 1896م في ليدن بعناية المستشرق جولد زيهر، مع ترجمته إلى الألمانية، معتمداً النسخة الفريدة للكتاب وهي المحفوظة بمكتبة جامعة كمبريدج، وعليها سماع مؤرخ سنة 428هـ وتعليقات بخط الشهاب الخفاجي، والبغدادي صاحب الخزانة. ويتألف الكتاب من قسمين، ولعلهما كانا في الأصل كتابين منفردين، الأول: يمثل كتاب المعمرين، والثاني: كتاب الوصايا. الذي طبع لأول مرة في مصر مع كتاب المعمرين سنة 1961 بتحقيق عبد المنعم عامر. و يضم الكتاب في قسميه جملة مختارة من الشعر القديم، جمعها أبو حاتم من بطون الكتب القديمة، والتي لا نعرف عنها إلا أسماءها. وتمثل هذه المجموعة فناً من الشعر الجاهلي، وصف فيه الطاعنون في السن منهم ما يلقونه من طول حياتهم، فرسموا بين سطوره أجسامهم وقد شفها الكبر، وأحلامهم وقد ذهب بها الضعف، وهم ينظرون إلى ما وراءهم، فيذكرون أيامهم الخوالي، ويندبون فتوتهم ونشاطهم وسيادتهم في قومهم. ويلاحظ أن معظم المذكورين في الكتاب هم من شعراء قبائل جنوب الجزيرة العربية. وقد وصلنا الكتاب برواية تلميذ المؤلف: أبي روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني، وهو غير أبي روق: عطية بن الحارث، المفسر الذي ذكره ابن دريد في كتابه (الاشتقاق) وقد عمد أبو روق إلى بعض روايات أبي حاتم، فأكدها بروايات أخرى. أما أبو حاتم، فأرفع نسب له ما ذكره ياقوت من أنه: (سهل بن محمد بن محمد بن عثمان بن يزيد بن القاسم البصري السجستاني. ونسبه ابن خلكان إلى (جشم) وقال: (ولا أدري إلى أي جشم ينسب) نشأ في أسرة صالحة وحيداً لأبويه، فجعلوا إقامة الليل بينهم أثلاثاً، فلما مات أبوه جعلت أمه إقامة الليل نصفين بينها وبينه، فلما ماتت أمه صار أبو حاتم يقوم الليل كله. (طبقات القراء 320) ومن أخباره العلمية أنه قرأ كتاب سيبويه على الأخفش مرتين، وختم القرآن على يعقوب الحضرمي (25) مرة فأعطاه خاتمه وقال له أقرئ الناس. فصار إمام جامع البصرة، وأستاذ النحو القراءة واللغة فيه. وبقي كذلك نحواً من ستين سنة. وكان يتقوت بنسخ الكتب وبيعها. واجتمعت له مكتبة ضخمة، اشتراها بعد موته ابن الصفّار: صاحب سجستان، الذي ألف له أبو حاتم كتاب (المختصر في النحو) . انظر (طبقات النحويين ص94 وإنباه الرواة 2 / 64) .
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]