[المختار من كتاب اللهو و الملاهي - ابن خرداذبه]
قطعة صغيرة، تقع مخطوطتها في (29) ورقة، هي كل ما وصلنا من كتاب ابن خرداذبه (اللهو والملاهي) طبع لأول مرة في بيروت سنة 1969بعناية الأب أغناطيوس عبده: مدير مجلة المشرق. معتمداً نسخة المرحوم حبيب الزيات، صاحب (الخزانة الشرقية) . وكانت من ممتلكات إبراهيم بن عيسى الشامي سنة 1085هـ. وكتاب (اللهو والملاهي) كتاب مشهور، سماه الصفدي بهذا الاسم، وهو من مصادر أبي الفرج في الأغاني، نقل منه (37) مرة، روى معظمها عن علي بن عبد العزيز الكاتب عن ابن خرداذبه. ومعظم هذه الروايات غير موجودة في كتابنا هذا، مما يدل أنه أهمل ما أهمل لغثاثته، أو لعدم صحته. وهو يتهم ابن خرداذبه بالمجازفة وقلة التحصيل، قال: (وهو ممن لا يحصل قوله ولا يعتمد عليه) وعلق على ما نقله عنه، من أن معبداً أدرك الدولة العباسية، بقوله: (وابن خرداذبه قليل التصحيح لما يرويه ويضمنه كتبه، والصحيح أن معبداً مات في أيام الوليد بن يزيد بدمشق وهو عنده، وأما إداركه دولة بني العباس، فلم يروه أحد سوى ابن خرداذبه، ولا قاله ولا رواه عن أحد، وإنما جاء به مجازفة) . كما أن المسعودي في (مروج الذهب) شارك ابن خرداذبه في رواية معظم نصوصه التي تتعلق بتاريخ الموسيقى. وتشهد المقارنة بين الكتب الثلاثة بسقم نسخة كتابنا هذا، فقد لحق التصحيف والتحريف معظم ألفاظه. ونكتفي هنا بمثال واحد، قال: (واتخذت الفرس الناي للعود، والزنامي للطنبور، والسرناي للطبل، والمستج للصنج) وهي في المسعودي: (واتخذ الفرس الناي للعود والدياني للطنبور والسرياني للطبل والسنج للصنج) . والظاهر أن الذي اختار هذه القطعة من كتاب ابن خرداذبه، حرص على اختيار ما أهمله أبو الفرج، فجاء فيها على صغرها زهاء عشرين أغنية لم يذكرها أبو الفرج في كتابه، منها: أغنية ابن حودرة: (لعب الحب بقلبي فاشتفى) . وأغنية عاصم الدجاني: (دارت عليه فزادت في شمائله) . وأغنية الأفرك: (إن لم يكن علق الهوى بفؤاده) . وأغنية الباهلي: (فلما دبت الصهباء فينا) . وأغية سياط: (وكأن من زهر الخزامى والندى) . وأربع أغان ليونس الكاتب. واشتملت على (17) مغنياً لم يتعرض أبو الفرج لأخبارهم. وهم: عاصم الدجاني، وابن حودرة وابن الشوتري وابن عازر، ومدار والأفرك وزكير والمروق وصعتر وعكاشة وأبو الخز، وجارية، وحابل، ومحمد بن الصامة ابن فرعة المغنية، وأبوه: الصامة. وعبد الله بن معاوية الباهلي، وصالح الخزاعي.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]