[مجالس ثعلب]
من ذخائر التراث العربي. وتسمى أيضاً (أمالي ثعلب) . وتختلف المجالس عن الأمالي بما يشيع في المجالس من مراجعة الشيخ وسؤاله، وتدوين ما يقع في كل مجلس على حدة. يشتمل الكتاب على ضروب شتى من علوم العربية، ويضم في تضاعيفه كثيراً من المسائل النحوية على مذهب الكوفيين، الذين كان ثعلب إمامهم في عصره، معاصراً للمبرد: إمام البصريين، وكان بينهما من المنافرة ما ضرب به المثل، حتى قال الشاعر: فأبداننا في بلدة والتقاؤنا عسير كأنا ثعلب والمبرد وثعلب هو المخاطب بإرجوزة ابن المعتز التي آخرها: إنا على البعاد والتفرق لنلتقي بالذكر إن لم نلتق طبع الكتاب لأول مرة في القاهرة، سنة 1948م في مجلد واحد، جمع أجزاء الكتاب الإثني عشر، بتحقيق المرحوم عبد السلام هارون، وباعتماد مخطوطة دار الكتب المصرية، وهي النسخة الفريدة الباقية للكتاب، تقع في (268) صفحة، أتت الرطوبة والبلة على معظم أوراقها ومدادها. وأضاف المحقق ما عثر عليه من الزيادات النادرة، المقتبسة من أمالي ثعلب في كتب الأدب. وقد روى المجالس عن ثعلب طائفة من تلاميذه، فتعددت روايات المجالس، واختلفت في بعض نقولها. فقد رجع السيوطي في تأليف (شرح شواهد المغني) إلى نسخة من مجالس ثعلب، غير النسخة التي رجع إليها في تأليفه كتابه (المزهر) . واطلع البغدادي (صاحب الخزانة) على النسخة الثانية، التي لم تصلنا، فلم يجد ما نقله السيوطي في (شرح شواهد المغني) من مجالس ثعلب. وهي النسخة التي وصلتنا. قال أحمد بن محمد العروضي، يوازن بين ثعلب وأبي سعيد السكري: (كان أبو سعيد كثير الكتب جداً، كتب بيده ما لم يكتبه أحد، وكانا في الطرفين: لأن أبا سعيد كان غير مفارق للكتاب حتى عند ملاقاته الرجال، وكان ثعلب لا يمس بيده كتاباً، اتكالاً على حفظه، وثقة بصفاء ذهنه) قلت: وهذا يناقض القصة المشهورة في سبب موته، وهو أنه كان ممسكاً بكتاب يطالعه في الطريق، وكان به صمم، فنفرت دواب من خلفه، فلم يسمعها، حتى صدمته فوقع في هوة في الطريق، فمات.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]