[السير: لمحمد بن الحسن الشيباني]
للإمام محمد بن الحسن الشيباني كتابان أحدهما (السير الصغير) الذي كتبه أولاً، وقد رواه عن أبي يوسف وقرأه عليه
توثقاً من النص وصحة نسبة الرأي، والثاني (السير الكبير) وهو أوسع من الأول، كما أنه من آخر كتب الإمام محمد تأليفاً، وفيه إفاضة وشرح أكثر وأوسع
فأما السير الكبير فالمعروف أنه لا يوجد مستقلا (لا مخطوطا ولا مطبوعا) ، وإنما توجد نسخ له ممزوجة مع شروحه، ومن ذلك: شرح الإمام محمد بن أحمد السرخسي (المتوفى سنة 495هـ) [مطبوع] ، وهذا الشرح له نسخ كثيرة في برلين وفيينا وليدن وباريس وفي مكتبات تركيا: عاشر أفندي، وعاطف أفندي، ونور عثمانية
وما نشره مجيد خدوري (مستشرق صليبي عراقي الأصل أمريكي الجنسية) باسم (السير الكبير) فهو مأخوذ من كتاب (الأصل) المعروف بـ «المبسوط» للإمام محمد، وهو يختلف عن كتاب (السير الكبير) الذي وضعه مستقلاً بهذا الاسم
وشرحه السرخسي
وأما السير الصغير، فالمطبوع في باكستان بهذا الاسم ليس السير الصغير بل هو باب السير من «الكافي» للحاكم المروزي قال المحقق أن الحاكم المروزي ضمّن كتاب السير الصغير كاملا في الكافي، فحقق الكتاب معتمدا على بعض النسخ من الكافي والحقيقة أن الحاكم اختصر السير الصغير ولم ينقله كاملا
نعم طبع «السير الصغير» كاملا بتحقيق مجيد خدوري ولكنه لم يكن يعرف أن الكتاب الذي حققه هو السير الصغير!
فائدة 1:
للإمام محمد بن الحسن الشيباني 6 كتب تعرف بكتب «ظاهر الرواية» وهي «الجامع الصغير» و «الجامع الكبير» ، و «السير الصغير» و «السير الكبير» و «الأصل» المعروف بـ «المبسوط» و «الزيادات» . . وقد قام الحاكم المروزي (ت334هـ) باختصارها في كتاب «الكافي» وهو مخطوط وقد شرحه السُّرَخْسي (ت490هـ) في «المبسوط في الفقه» وهو مطبوع
فائدة 2:
يقول ابن عابدين (1/52) : «وكل تأليف لمحمد وصف بالصغير فهو من روايته عن أبي يوسف عن الإمام، وما وصف بالكبير فروايته عن الإمام بلا واسطة» .