[العواصم والقواصم - ابن الوزير]
قال الشوكاني عن ابن الوزير:
إنه ممن يقصر القلم عن التعريف بحاله، وكيف يمكن شرح حال من يزاحم أئمة المذاهب الأربعة فمن بعدهم من الأئمة المجتهدين في اجتهاداتهم، ويضايق أئمة الأشعرية والمعتزلة في مقالاتهم، ويتكلم في الحديث بكلام أئمته المعتبرين مع إحاطته بحفظ غالب المتون، ومعرفة رجال الأسانيد شخصاً وحالاً وزماناً ومكاناً، وتبحره في جميع العلوم العقلية والنقلية على حد يقصر عنه الوصف.
ومن رام أن يعرف حاله ومقدار علمه، فعليه بمطالعة مصنفاته، فإنها شاهد عدل على علو طبقته، فإنه يسرد في المسألة الواحدة من الوجوه ما يبهر لب مطالعه، ويُعَرّفه بقصر باعه بالنسبة إلى علم هذا «الإمام» كما يفعله في «العواصم والقواصم»، فإنه يورد كلام شيخه السيد العلامة علي بن محمد بن أبي القاسم في رسالته التي اعترض بها عليه، ثم ينسفه نسفاً بإيراد ما يزيفه به من الحجج الكثيرة التي لا يجد العالم الكبير في قوته استخراج البعض منها، وهو في أربعة مجلدات يشتمل على فوائد في أنواع من العلوم لا توجد في شيء من الكتب.
وقال عن مكانته العلمية أيضاً: «إنه إذا تكلم في مسألة لا يحتاج بعدَه الناظر إلى النظر في غيره من أي علم كان».
وقد تضمن كتاب «العواصم والقواصم» الكثير من المباحث الهامة منها:
- الكلام في الاجتهاد وشرائطه وما يكفي المجتهدين من معرفة الأخبار النبوبة، ومعرفة طرق التصحيح والجرح والتعديل وما يؤدي إليه القول بتعذر الاجتهاد
- القول في قبول أهل التأويل في الرواية من أنواع المبتدعة إذا عُرِفَ صدقُهم وحفظهم
- الدفاع عن الصحابة الكرام
- تنزيه إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن القول بالتشبيه والتجسيم، وتنزيه أئمة الحديث مطلقاً
- الرد على من نسب الإمام مالكاً -رحمه الله- وأمثالَه من أئمة الفقه والحديث إلى البَلَه والجمود
- الكلام في مسألة الرؤية والدفاع عن الإمام الشافعي
- الرد على المعتزلة غي مسائل متعددة
- الكلام على القضاء والقدر، وما ورد من النهي في الخوض فيه
وقد اختصر المؤلف هذا الكتاب في كتابه «الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم»