[شرح الواسطية - هراس]
العقيدة الواسطية هي مختصر دقيق سهل العبارة لعقيدة أهل السنة والجماعة كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية جوابا لسؤال ورد إليه من بعض قضاة «واسط» [ (واسط) : بلدة أنشأها الحجاج بن يوسف الثقفي، عامل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، في موضع جنوبي العراق، يتوسط بين الكوفة والبصرة، وسميت واسطا لتوسطها]
يقول الشارح الشيخ: محمد خليل هراس، رحمه الله:
«فلما كانت ((العقيدة الواسطية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أجمع ما كتب في عقيدة أهل السنة والجماعة، مع اختصار في اللفظة، ودقة في العبارة، وكانت تحتاج في كثير من مواضعها إلى شرح يجلي غوامضها، ويزيح الستار عن مكنون جواهرها، ويكون مع ذلك شرحا بعيدا عن الإسهاب والتطويل والإملال بكثرة النقول، حتى يلائم مدارك الناشئين، ويعطيهم زبدة الموضوع في سهولة ويسر؛ فقد استخرت الله تبارك وتعالى، وأقدمت على هذا العمل؛ رغم كثرة الشواغل، وزحمة الصوارف؛ سائلا الله عز وجل أن ينفع به كل من قرأه، وأن يجعله خالصا لوجهه؛ إنه قريب مجيب.»
يقول محقق الكتاب، الشيخ علوي السقاف:
«يمتاز شرح العلاّمة محمّد خليل هرَّاس لـ ((العقيدة الواسطية)) بالوضوح والاختصار، وكما قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي: إنه:
((من أنفس الشروح، وأوضحها بيانًا، وأخصرها عبارة)) . اهـ
فالشيخ رحمه الله لم يترك كلمة في العقيدة إلا وشرحها ووضَّحها ـ في الغالب الأعم ـ، واستشهد في مواضع كثيرة بالقرآن الكريم، وبأحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وبأقوال الصحابة والمفسرين، وبأقوال السلف؛ كالإمام أحمد، والبخاري، ونُعَيْم بن حماد.. وغيرهم ممَّن جاء بعدهم واقتفى أثرهم؛ كشيخ الإسلام في مواضع أخرى من كتبه، وتلميذيه ابن القيّم والذهبي، وبالمتأخرين؛ كالشيخ عبد الرحمن بن سعدي، ومحمد بن مانع؛ كما أنه ذكر مقالات الفرق، وردّ على شبههم؛ كالجهميّة، والقدريّة، والجبريّة، والمعتزلة، والأشاعرة.. وغيرهم، وبيَّن ضلال أئمتهم في القديم؛ كغيلان الدمشقي، وبشر المَريسي.. وغيرهما، ثم مَن بعدهما؛ كالرازي, والغزالي، ثم رافع راية التجهُّم في عصرنا هذا المدعو زاهد الكوثري، كل ذلك في هذا الشرح الصغير، السهل الميسَّر.
فحُقَّ لهذا الشرح أن يكون من أنفس الشروح، وأخصرها، ولا يعرف حقيقة ذلك إلا من طالعه، ودرسه، وتدارسه، واطَّلع على غيره من الشروح....»
«راجعه الشيخ عبد الرزاق عفيفي، وطُبع - يعني شرح الشيخ الهراس - في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمدينة المنورة في (176 صفحة) من الحجم الصغير، ثم طُبع مرة أخرى طبعةً قام بتصحيحها والتعليق عليها الشيخ إسماعيل الأنصاري، وقامت بنشرها الرئاسة العامَّة لإدارات البحوث العلميَّة والإفتاء والدعوة والإرشاد في (187 صفحة) من الحجم الصغير، وذلك عام (1403هـ) ، وهي لا تختلف عن سابقتها كثيرًا؛ إلا في مواضع يسيرة، علَّق عليها الشيخ إسماعيل الأنصاري ... » ا,هـ
ثم طُبع هذه الطبعة التي اعتنى بها وخرج أحاديثها وعلق عليها الشيخ علوي السقاف، وقد ألحق بآخرها ملحقا لمسائل العقيدة التي لم يرد ذكرها في الواسطية، فذكر رؤوس المسائل من (العقيدة الطحاوية) ثم ذكر شرح ابن أبي العز لكلام الطحاوي مختصرًا
وقد وضع هذا الملحق - حفظه الله - لإتمام أبواب العقيدة لكي لا يضطر من يدرس ((العقيدة الواسطية)) إلى أن يفتش في غيرها من كتب العقيدة ليستخرج منها ما لم يذكره شيخ الإسلام من مسائل مهمة في العقيدة، فجزاه الله خيرا