[جمهرة اللغة - ابن دريد]
معجم ابن دريد: إمام أهل البصرة في اللغة. وكان في مقدمة الكتب التي بنى الأزهري كتابه (تهذيب اللغة) للرد عليها. وقد رتبه على على حروف المعجم مبتدئاً بالثنائي الصحيح، ناهجاً منهاج الخليل في تقليب حروف الكلمة على كل وجوهها. فإذا أردت البحث عن فعل (لبس) فسوف تجده في مادة (بسل) لأن الباء تتقدم السين واللام في النظام الألف بائي. وهكذا إذا أردت البحث عن مادة (لقب) أو (قلب) فسوف تجدها في مادة (بقل) . والمشهور أن نسخ الجمهرة كثيرة الزيادة والنقصان، لأن ابن دريد أملاها بفارس ثم ببغداد من حفظه، فلما اختلف الإملاء زاد ونقص. والنسخة الباقية التي عليها المعول، هي النسخة الأخيرة، وآخر ما صح من النسخ: نسخة أبي الفتح النحوي المعروف بجخجخ، لأنه كتبها من عدة نسخ، وقرأها على ابن دريد. وكغيره من الكتب السائرة أقبل الناس على إدلاء دلائهم في الاستدراك عليه، وتوضيح غريبه، وترجمة مواده، وأول من ألف كتاباً فيه: غلام ثعلب، وسمى كتابه (فائت الجمهرة) وألف أبو العلاء المعري كتاباً في شرح شواهده سماه (نشر شواهد الجمهرة) واختصرها الصاحب ابن عباد في كتاب سماه (جوهرة الجمهرة) واختصرها ابن عنين الشاعر، وحفظ مختصره، أما ابن منظور فأودعها كلها في كتابه (لسان العرب) وذكر ابن سيده أنه استفرغها في (المحكم) و (المخصص) إلا أن الناظر فيه يرى أنه اقتصر على نقل أبواب منها. وكانت عمدة الناس في اللغة حتى القرن السادس، ثم تركها الناس وعكفوا على كتب أخرى. طبع الكتاب لأول مرة في حيدر آباد الدكن سنة 1344هـ. بعناية زين العابدين الموسوي، معتمداً ثلاث نسخ من مخطوطاته، أهمها: نسخة المكتبة الآصفية باستنبول، فرغ ناسخها من نقلها سنة (1078هـ) ونقلها من نسخة مقروءة على ابن خالويه وأبي العلاء المعري، وعليها حواش لهما طبعت برمتها في ذيل الكتاب. وتليها في الأهمية نسخة المستشرق (فريتس كرنكو) الألماني الأصل، الإنكليزي الوطن، وقد قابلها بعدة نسخ من الجمهرة محفوظة في مكاتب أوربا، وكانت له جهود كبيرة في تصحيح ونشر هذا الكتاب. وانظر في (المزهر) انتصار السيوطي لابن دريد ورده على الأزهري (ج1 ص58و93) وفيه أبيات أبي علي القالي لما باع الجمهرة: (أنست بها عشرين عاماً وبعتها) . وانظر كتابيه: (الفوائد والأخبار) و (المطر والسحاب) في هذا البرنامج. وانظر في مجلة العرب (س25 ص24) كلمة مطولة عن الكتاب بقلم د. إبراهيم السامرائي.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]