[المحاسن والمساوئ - إبراهيم البيهقي]
كتاب قديم، لا تعرف لصاحبه ترجمة في كتب التراجم، ويفهم من بعض فصوله أنه ألفه في أيام المقتدر المقتول سنة 320هـ. وذهب د. الخولي في مقدمته لكتاب (الجليس الصالح) ص65 أنه كان من أصحاب ابن المعتز. وقد راجعت معظم كتب التراجم والتاريخ، وبحثت في (تاريخ الذهبي) كله فلم أجد له ولا لكتابه ذكراً، وبحثت في موسوعة أحمد الحلفي، التي تضم خمسمائة ألف ترجمة وفيها (197) صفحة فيمن اسمه (إبراهيم بن محمد) فلم أجد له ذكراً. ثم رأيت العصامي عده في مقدمة كتابه (سمط النجوم العوالي) في الكتب التي رجع إليها في تأليفه للكتاب، أثناء مجاورته في الحرم المدني، سنة 1094هـ ونقل منه (18) نصاً، وهذا يعني أن الكتاب كان موجوداً في مكتبة المسجد النبوي الشريف في تلك السنة. وقد طبع الكتاب بلا تحقيق، ولا تعريف بالنسخة المعتمدة (دار صادر 1970م) ولا يخفى أن البيهقي حذا فيه حذو الجاحظ في كتابه (المحاسن والأضداد) في عرضه النصوص الأدبية وتوزيعها إلى فصيلتين: المحاسن والمساوئ، ويمتاز الكتاب بمشافهة البيهقي لكبار أدباء عصره، وخصوصاً المعتزلة، الذي يبدو أنه كان واحداً منهم. وقد عثرت فيه على نصوص مشهورة، لكنها في روايته تشتمل على اختلافات عدة، سواء في مضمون النص، أو حجمه أو سياقه، كخبر أبي عثمان المازني والجارية التي غنت البيت (أظلوم إن مصابكم رجلاً) ، قارن الخبر برواية ابن حجة الحموي له في (ثمرات الأوراق) . افتتح البيهقي كتابه بمقدمة أشبه بمقدمة الجاحظ لكتاب الحيوان، جمع فيها ما قيل في محاسن الكتب واقتنائها، وأعقبها بذكر محاسن الرسول (ص) ومساوئ من ادعى النبوة، ثم محاسن الخلفاء الأربعة، ومساوئ من ناصبهم العداء، ثم محاسن الحسن والحسين ومساوئ أعدائهما، وأتبع ذلك بأبواب كثيرة، منها: محاسن النتاج، ومحاسن صلات الشعراء، ومحاسن الأوائل ومساوئهم، ومحاسن العبيد ومساوئهم، ومحاسن مطالبة المعلمين بالتعليم، ومساوئ المعلمين، وأصناف المكدين ونوادرهم.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]