[روضة الطالبين وعمدة المفتين - النووي]من أشهر كتب المذهب الشافعي في الفروع، اختصره النووي (ت 676هـ) من كتاب الرافعي (ت623هـ) المسمى (الشرح الكبير) الذي شرح به كتاب (الوجيز) للغزالي، وقد طبعت الروضة لأول مرة بدلهي سنة (1307هـ) وأعيد طبعها في بيروت سنة (1386هـ) في (
مجلدات. أما الوجيز فهو مختصر، استخرجه الغزالي من كتابيه (البسيط) و (الوسيط) قال النووي: (وهو أحد كتب الشافعية الخمسة الأكثر تداولا) . له زهاء سبعين شرحاً، قال الزبيدي صاحب التاج: (لو كان الغزالي نبيا لكان معجزته الوجيز) وقد طبع في جزأين بمصر سنة 1316هـ. وأما (الشرح الكبير) للرافعي فهو نفسه (العزيز بشرح الوجيز) المطبوع بالمطبعة المنيرية بمصر سنة (1345هـ) في (12) مجلدا. وعليه وضع الفيومي (ت 770هـ) كتابه (المصباح المنير في غريب الشرح الكبير) وهو معجم لغوي مشهور، طبع بمصر طبعات كثيرة، أولها سنة (1286هـ) . وكان الإمام الزنجاني المتوفى نحو سنة (655هـ) وهو تلميذ الرافعي، قد سبق النووي إلى اختصار (الشرح الكبير) وشرع في اختصاره في حياة الرافعي، وفرغ منه في شعبان سنة (625هـ) بعد وفاة الرافعي بسنتين. وسماه (نقاوة فتح العزيز في اختصار شرح الوجيز) . وللوجيز شروح ومختصرات وتخاريج كثيرة، وخرَّج ابن الملقن (ت 804) أحاديثه في كتاب سماه (البدر المنير بتخريج أحاديث الشرح الكبير) في سبع مجلدات، وقد طبع في الرياض سنة (1407هـ) . وخرجها أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) في كتاب (التلخيص الحبير) وقد طبع على الحجر في الهند سنة (1303هـ) وأعيد طبعه مرات عدة. وخرجها السيوطي في كتاب (نشر العبير) ونعود للحديث عن الروضة فنقول: تناول الشافعية كتاب (الروضة) أيضا بالشرح والتحشية والاختصار والتخريج، وكتاب الروضة وكتاب الشرح الكبير هما المقصودان بكلمة ابن النقاش (720 ? 763هـ) السائرة (رافعية لا شافعية، نووية لا نبوية) . وأهم ما ألف حول الروضة: كتاب (المهمات على الروضة) للإسنوي (ت 782هـ) وتناول الفقهاء كتاب (المهمات) بالترتيب والتعليق والتنبيه والتنكيت والتعقيب، فمن ذلك: (ترتيب المهمات) لمغلطاي (ت 762هـ) و (التنبيهات على أوهام المهمات) للشهاب الأذرعي، صاحب (التوسط والفتح بين الروضة والشرح) (ت 783هـ) و (التعليق على المهمات) لعيسى بن عثمان الغزي (ت 799هـ) و (النكت على المهمات) لتقي الدين ابن قاضي شهبة (ت 851هـ) و (المسائل المعلمات بالاعتراضات على المهمات) لابنه بدر الدين ابن قاضي شهبة (ت 874هـ) و (الملمات على المهمات) للسراج البلقيني (ت 805) و (التعقبات على المهمات) للشهاب الأقفهسي (ت 808هـ) و (المحاكمات بين المهمات والتعقبات) لبدر الدين حفيد السراج البلقيني (ت 890هـ) صاحب الحاشية على كتاب (البقايا على الخبايا) الذي استدرك فيه عز الدين الدمشقي (ت 874هـ) على كتاب (خبايا الزوايا) لبدر الدين الزركشي (ت 794هـ) وقد جمع الزركشي في كتابه هذا كما قال في مقدمته ما هو في غير مظنته من أبواب الروضة والشرح الكبير، ورد كل شكل إلى شكله. وطبع كتاب (الخبايا) بتحقيق الدكتور عبد الستار أبو غدة سنة (1402هـ) . وللزركشي هذا أيضا كتاب (خادم الرافعي والروضة: خ) الذي وضع عليه السيوطي كتابه (تخصيص الخادم) وللسيوطي مجموعة كتب على الروضة، منها: (الأزهار الغضة في شرح الروضة) وصلنا بخطه. و (تلخيص دقائق مختصر الروضة) و (الينبوع فيما على الروضة من الفروع) و (العذب المسلسل في تصحيح الخلاف المرسل في الروضة) ولأبي الفضل الغزي (فتح المغلق بتصحيح ما في الروضة من الخلاف المطلق) . ولصالح ابن الجلال البلقيني كتاب (الاعتناء والاهتمام بفوائد شيخي الإسلام) جمع فيه بين حاشيتي والده جلال الدين، وأخيه بدر الدين. قال اليافعي في (مرآة الجنان) في حوادث سنة (738هـ) : (وفيها مات في حماة قاضيها ... ابن البارزي عن (93) سنة ... وقد بلغني أن الشيخ الإمام محيي الدين النووي رحمه الله تعالى مدحه، وقال: ما في البلاد أفقه من هذا الشاب، أو نحو ذلك لما رآه، وبلغني أيضاً أن الشيخ محيي الدين المذكور كان يعرض عليه ما يكتبه في كتاب الروضة، حال اختصاره كتاب الإمام أبي القاسم الرافعي، أعني "العزيز" في شرح "الوجيز"..) . ومما ألف على كتاب (الروضة) كتاب (الرد على زين الدين الكتناني في افترائه على الروضة) للتقي السبكي (ت 756هـ) والكتناني هذا هو (الكتاني) وقد تصحف اسمه في كثير من المصادر إلى (الكناني) أو (الكنتاني) والصحيح (الكتاني) نسبة إلى بيع الكتان. قال ابن حجر في (تبصير المنتبه) : (ويعرف بالكتناني) بزيادة نون. كان كبير الشافعية في عصره، من نبغاء الأعلام الدمشقية، لم يخضع لقاض ولا أمير. توفي يوم الثلاثاء (15/ رمضان/ 738هـ) عن (85) سنة، ودفن بالقرافة. وهو القائل (ولونا ما يضحك فيه الصبيان علينا، ومنعونا ما نضحك فيه على الأشياخ) . انظر سبب هذه الكلمة في ترجمته في كتاب (أعيان العصر) قال: وأولع في آخر عمره بمناقشة الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله تعالى، وكتب على الروضة حواشي، ولما وقف عليها شيخنا العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى أجاب عما وقف عليه من ذلك. ثم ذكر الصفدي نماذج من اعتراضاته. أما شرح الوجيز الأخرى فيطول الحديث عنها، ونذكر هنا أن جمال الدين الواسطي لقب بالوجيزي، لأنه حفظ الوجيز واشتهر بتدريسه. وتوفي في رجب (729هـ) .
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]