[الإيمان بالله - الصلابي]
صدر للدكتور علي محمد الصلابي كتابه الجديد «الإيمان بالله» الذي طبع منه حتى الآن 65 ألف نسخة في أربعة دور نشر، وتقوم حاليا أربع عشرة دار نشر بطباعته، ويقع الكتاب كما في طبعة دار المعرفة ببيروت في أكثر من 220 صحفة من القطع المتوسط، وطبعت منه ثلاثون ألف نسخة بالتركية وترجم إلى لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية. ويتصدر كتاب الإيمان بالله سلسة جديدة يعكف الصلابي على إعدادها تتناول عرض العقائد الإسلامية بعيدا عن المجادلات مستندا في تأليفه على القرآن الكريم والسنة النبوية.
عرض الكتاب
«فهذا الكتاب يتحدث عن الخالق العظيم والرزاق الكريم، الفعال لما يريد، الكريم المنان، الواسع العليم، الذي رأيت خلال مسيرتي في عالم التاريخ عظمته في الحياة، وفي قيام الدول وزوالها، وانتشار الحضارات واندثارها، وعز الحكومات وإذلالها وقصص الناس، وفي مخلوقاته العجيبة الغريبة، وفي هذا الكون الفسيح وحركة التاريخ».
بهذه الكلمات بدأ الدكتور علي محمد الصلابي كتابه الأول في سلسلة العقائد واختار له عنوان «الإيمان بالله»، وحملت تلك الكلمات تأثير مشاهدات ومتابعات الدكتور الصلابي للتاريخ الإسلامي والإنساني على محتوى كتابه الإيمان بالله، فهو يحاول من خلال الكتاب أن يربط بين حركة البشرية في صناعة التاريخ والإيمان بالله تعالى، إذ لا تنفصل بحسب الصلابي تلك الحركة عن ذلك الإيمان سلبا وإيجابا.
والكتاب يقدم الإيمان من خلال تأثيره في النفس البشرية والمجتمعات الإنسانية حيث يطرح العلاقة بالله تعالى من خلال انضباط الإنسان والمجتمع بذلك الإيمان العميق بوجود الله وقدرته وحكمته وسلطته وهيمنته ورحمته ورزقه، فلا تخلو لحظات الحياة من ارتباط بأفعال الله تعالى، وبهذا يصبح الإيمان دافعا إيجابيا للبشرية في انفرادها واجتماعها للتجويد والتحسين، كما تحدث عن آثار الإيمان الحسنة في القسم الثامن من المبحث الخامس.
بالمقابل أسهب الصلابي في توضيح الآثار السيئة لعدم الإيمان بالله ورفض التحاكم إلى شرعه وما يترتب على ذلك من أضرار تلحق البشرية بسبب رفضها وتعنتها تجاه أمر ونهي الله تعالى.
وهكذا يعرض الصلابي «الإيمان بالله» تعالى بعيدا عن الجدل والخلاف ويختار من الآراء في مسائل الإيمان ما قال به جمهور علماء واقترب إلى مقولات الجيل الأول من المسلمين.
ولم يغفل الكتاب تناول مسائل الإيمان بلغة حية تستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية واعتمد عددا كبير من المراجع والمصادر.
إلى جانب تأثر المؤلف بالتاريخ في كتابة مباحث الكتاب فإننا نجده يدعو إلى التأمل في الكون والخلق وتفاصيل الحياة ويسرد الآيات القرآنية التي تؤكد هذه الدعوة للتفكر والتأمل بل اعتبر في مبحثه الثاني عند الحديث عن إثبات وجود الخالق أن من أهم ما يستدل به على وجود الخالق هي أدلة الخلق والآفاق، وهو نداء واسع للتعمق ودعوة لاستخدام إيجابي للعلم يمكن المؤمن من التعرف على صفات الله تعالى من حوله بل داخل نفسه والذي سماه الصلابي دليل الأنفس.
وتوزعت مواضيع الكتاب على سبعة مباحث يتصدرها مبحثا يشرح كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»، ويسرد الآثار الواردة النبوية في فضلها وأنها أفضل الذكر ليختم المبحث المهم بآثار الإقرار بلا إله إلا الله.
أدلة وجود الخالق
المبحث الثاني يختص بإثبات وجود الله تعالى ويقدم فيه الصلابي ثمانية أدلة هي الخلق، والفطرة والعهد، والآفاق، والأنفس، والهداية، وانتظام الكون وعدم فساده، والتقدير، والتسوية. وكل هذه الأدلة نجدها حولنا ونعيش فيها وبها وهذا ما يمكن القارئ من زيادة الأمثلة التي يذكرها الصلابي عند حديثه عن كل دليل. وبالتالي يجعل من الكتاب مادة أولية لتعليم مفهوم الإيمان للطلاب والدارسين في حلقات العلم مثلا.
وتناول الصلابي في مبحثه الثالث توحيد الربوبية. ثم تلاه بالمبحث الرابع وكان عن توحيد الأسماء والصفات ولكنه لم يجلب معه أي جدل سابق في الموضوع بل ركز على الاستشهاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية فتحدث عن أسماء الله وصفاته بلغة تعود بقارئها إلى رحاب القرآن الكريم ولا يوجد من هو أولى من الحديث عن الخالق من الخالق نفسه كما نزل في كتابه الكريم.
وبانتهاء مبحث توحيد الأسماء والصفات يكون القارئ قد تعرف على عظمة الله تعالى فينطلق إلى المبحث الخامس ليتعرف على توحيد الإلوهية وهنا يستعرض الدكتور الصلابي منهج القرآن في الدعوة إلى توحيد الإلوهية والطريقة التي اختارها القرآن الكريم لدعوة الناس إلى هذا التوحيد.
ومن مفردات توحيد الإلوهية العبادة فشرح الصلابي معناها وحقيقتها وأنواعها وأفضلها. ثم دخل في مسألة غاية في الأهمية تتعلق بالحكم بما أنزل الله تعالى باعتباره تعبيرا عن العبودية لله تعالى واعتراف بألوهيته واستسلاما لآثار صفاته وأسمائه سبحانه وتعالى.
الإيمان وما يضاده
وبهدوء يلج القارئ إلى المبحث السادس حيث يلقى حديثا إيمانيا عن الإيمان فبعد تعريفه لغة وشرعا وعلاقته بالإسلام والإحسان كل ذلك مستشهدا بالقرآن والسنة، يشرح الصلابي الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالله تعالى ويذكر أسباب قوة الإيمان ويذكر بعض صفات المؤمنين بالله تعالى كما وردت في القرآن والسنة ثم يختم المبحث عن فوائد الإيمان وثمراته في الدنيا والآخرة.
ولأن الإيمان يقابله عدم الإيمان فجاء المبحث السابع والأخير ليتحدث عن نقيض الإيمان سواء أكانت شركا أو كفرا أو نفاقا فعرف الصلابي بهم وبين أنواعهم، واختتم المبحث ببيان مفهوم الردة ليصل بك إلى خاتمة الكتاب.
كتاب «الإيمان بالله» يضيف إلى المكتبة الإسلامية بحثا عميقا ركز فيه المؤلف على عرض مسائل الإيمان والتوحيد بعيدة عن كثير من الجدل الذي صاحبها في مؤلفات كثيرة سابقة ربما تصلح للدراسة العلمية ولكن الدكتور الصلابي أراد لكتابه أن يجمع إلى جانب الرصانة العلمية البعد التأثيري على قلب ووجدان قارئه فهو اعتمد تقسيمات معروفة لدى العلماء لكنه قدمها مصحوبة بالشواهد القرآنية والنبوية.
فالكتاب:
بيان لمعنى الشهادتين اللتين هما مفتاح الدخول في إلى الإسلام وبيان فضلهما وشروطهما وآثار الإقرار بهما.
أدلة وجود الله تعالى في الآفاق والأنفس، وبيان حقيقة الإيمان وأسسه وأسباب قوته وثمراته.
بيان صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى
بيان صفات المؤمنين
التحذير من نواقض الإيمان كالشرك والنفاق والردة
بيان معنى المعاصي وأقسامها، وحكم مرتكب الكبيرة
إنه بحق كتاب شامل يحلق المؤمن بقارئه في عالم الإيمان بأسلوب واضح سهل معتمد على الأدلة من القرآن الكريم والسنة الصحيحة.