[الفصل في الملل والأهواء والنحل - ابن حزم]
كتاب ضخم. قدم فيه ابن حزم أطول دراسة نقدية لنصوص الكتاب المقدس، مرفقةً بسجل حافل لما كان يدور في أروقة الجدال الديني في عصره. نعته المستشرق الفريد جيوم بأنه أول دراسة على مستوى عال من النقد والترابط حول العهدين القديم والجديد. ويفهم من بعض فصوله أنه ألفه في أيام المعتد بالله هشام سنة (420هـ) . ولا يعني ذكره فيه طائفة من كتبه أنه ألفه بعدها، إذ يصعب البت في تحديد تاريخ تأليف معظم كتبه، لأنه أعاد كتابتها بعدما أحرقت بأمر المعتضد ابن عباد. وضمنه ثلاث رسائل له هي: (كتاب تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل) و (النصائح المنجية من الفضائح المخزية) و (الإمامة والمفاضلة) ما جعل الترتيب المنطقي يكاد ينعدم في الكتاب، حتى قال السبكي: (وكتاب الشهرستاني هو عندي خير كتاب صنف في هذا الباب، ومصنف ابن حزم وإن كان أبسط منه إلا أنه مبدد ليس له نظام) . ويظهر أنه اطلع على أكثر من ترجمة للتوراة، فهو يقول (1/ 121) : (ورأيت في نسخة أخرى منها) . ومن أهم المسائل التي تناولها في الرد على اليهود: مسألة عدد بني إسرائيل عند خروجهم من مصر، وكانوا حسب الرواية التوراتية أكثر من ستمائة ألف، قال: (أتراه بلغ المسخم الوجه الذي كتب لهم هذا الكتاب من الجهل بالحساب هذا المبلغ) ! ومن عجائبه فيه: تشبيهه صلب السيد المسيح برجعة هشام المؤيد بعد موته (ج1 ص59) . طبع الكتاب غير مرة، منها: طبعة مكتبة محمد علي صبيح وأولاده بميدان الأزهر عام 1384هـ 1964م وهي طبعة تعج بالتصحيف كما أوضح الأستاذان د. محمد إبراهيم نصر ود. عبد الرحمن عميرة في مقدمة نشرتهما (مكتبة عكاظ: الرياض 1402هـ) في خمسة مجلدات من القطع الكبير. وأصدر المستشرق الأسباني (آسين بلاسيوس) دراسة تحليلية للكتاب في خمسة مجلدات، ظهرت تباعا في مدريد من سنة 1927 إلى 1932م. ولعبد الله الترجمان =القس الكاثوليكي الذي كان يعرف قبل إسلامه بتورميدا = ثناء على كتاب الفصل، انظره في مقدمة كتابه: (تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب) . ومما ألف حول الكتاب: (التوراة واليهود في فكر ابن حزم) د. إبراهيم الحاردلو. و (ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان) د. محمود علي حماية وفيه دراسة وافية لكتاب الفصل ومصادره. وعقد فصلاً (ص97) للبت في أول كلمة في عنوان الكتاب: (الفصل) وأنكر أن تكون جمع فصلة كما شاع في أوساط الفقهاء، وذهب إلى أن المراد بها الفَصْل بمعنى القضاء الفيصل.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]