[الهداية الى بلوغ النهاية - مكي بن أبي طالب]
من أهم مراجع التفسير منذ القرن الخامس الهجري وهو مرجع للمفسرين منذ عصر المؤلف، وبخاصة مفسري الأندلس كابن عطية والقرطبي وأبي حيان
اسمه:
يقول المصنف - رحمه الله -:
«سميت هذا الكتاب: «الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه». أعني بقولي: بلوغ النهاية: أي إلى ما وصل إلي من ذلك لأن علم كتاب الله لا يقدر أحد أن يبلغ إلى نهايته إذ فوق كل ذي علم عليم».
منهجه
طريقته في التفسير تعتمد على بيان المكي والمدني بإيجاز ثم تقسيم السورة إلى وحدات أو مقاطع ثم تقسيم الوحدات إلى اَيات أو جزء من آية، ثم يبين المعنى العام معتمدأ على المأثور من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين، مستفيدا من مرويات الطبري ومختارا الرأي المناسب منها.
وهو يذكر الأحكام الفقهية والمسائل اللغوية والنحوية، وأوجه القراءات، وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني، ويذكر آراء العلماء ويناقشها ويرجح ما يراه مناسبا دون استطراد أو تفصيل، بل يحيل إلى كتبه الأخرى عند الضرورة
ومن منهجه عدم ذكر الأسانيد تخفيفا وتسهيلا لحفظه، ويورد الأحاديث النبوية بصيغ مختلفة: روي .. ويروى ... وفي الحديث ... وعن النبي ... وقال صلى الله عليه وسلم، وعدم نظره في السنة جعله يروي مع الصحيح الضعيف والموضوع وكذلك شأن الأخبار والآثار الأخرى لم ينقدها أو يردها بسبب سندها، وهو كذلك لا ينسب دائما الآراء إلى أصحابها في الروايات أو المسائل النحوية واللغوية أو وجوه القراءات لكنه يوضح المعاني المختلفة المرتبطة بالمسألة النحوية أو القراءة مع ذكر الأدلة والحجج على ذلك
يقول المصنف - رحمه الله -:
«جمعته فيما وصل إلي من علوم كتاب الله [جل ذكره]، واجتهدت في تلخيصه وبيانه واختياره، واختصاره، وتقصيت ذكر ما وصل إلي من مشهور تأويل الصحابة والتابعين، ومن بعدهم في التفسير دون الشاذ على حسب مقدرتي، وما تذكرته في وقت تأليفي له. وذكرت المأثور من ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما وجدت إليه سبيلاً من روايتي أو ما صح عندي من رواية غيري، وأضربت عن الأسانيد ليخف حفظه على من أراده. جمعت فيه علوماً كثيرة، وفوائد عظيمة؛ من تفسير مأثور أو معنى مفسر، أو حكم مبين، أو ناسخ، أو منسوخ، أو شرح مشكل، أو بيان غريب، أو إظهار معنى خفي، مع غير ذلك من فنون علوم كتاب الله جل ذكره؛ من قراءة غريبة، أوإعراب غامض، أو اشتقاق مشكل، أو تصريف خفي، أو تعليل نادر، أو تصرف فعل مسموع مع ما يتعلق بذلك من أنواع علوم يكثر تعدادها ويطول ذكرها ... قدمت في أوله نبذاً من علل النحو وغامضاً من الإعراب، ثم خففت ذكر ذلك فيما بعد لئلا يطول الكتاب، ولأنني قد أفردت كتاباً مختصراً في شرح مشكل الإعراب خاصة، ولأن غرضي في هذا الكتاب إنما هو تفسير التلاوة، وبيان القصص والأخبار، وكشف مشكل المعاني، وذكر الاختلاف في ذلك، وتبيين الناسخ والمنسوخ وشرح وذكر الأسباب التي نزلت فيها الآي إن وجدت إلى ذكر ذلك سبيلاً من روايتي، أو ما صح عندي من رواية غيري. وترجمت عن معنى ما أشكل لفظه من أقاويل المتقدمين بلفظي ليقرب ذلك إلى فهم دارسيه، وربما ذكرت ألفاظهم بعينها ما لم يشكل»
مصادره:
يقول المصنف - رحمه الله:
«ما بلغ إلي من علم كتاب الله تعالى ذكره مما وقفت على فهمه ووصل إلي علمه من ألفاظ العلماء، ومذاكرات الفقهاء ومجالس القراء، ورواية الثقات من أهل النقل والروايات، ومباحثات أهل النظر والدراية .... جمعت أكثر هذا الكتاب من كتاب شيخنا أبي بكر الأدفوي رحمه الله وهو الكتاب المسمى بكتاب (الاستغناء) المشتمل على نحو ثلاثمائة جزء في علوم القرآن. اقتضيت في هذا الكتاب نوادره وغرائبه ومكنون علومه مع ما أضفت إلى ذلك من الكتاب الجامع في تفسير القرآن، تأليف أبي جعفر الطبري وما تخيرته من كتب أبي جعفر النحاس، وكتاب أبي إسحاق الزجاج، وتفسير ابن عباس، وابن سلام، ومن كتاب الفراء، ومن غير ذلك من الكتب في علوم القرآن والتفسير والمعاني والغرائب والمشكل. انتخبته من نحو ألف جزء أو أكثر مؤلفة من علوم القرآن مشهورة مروية».
وقد طبعته مجموعة بحوث الكتاب والسنة - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة وروعي في طباعته وضع الآيات الكريمة بالرسم العثماني برواية ورش. وباللون الاحمر، لأن الإمام قد راعى هذه الرواي في تفسيره. وصدر في (13) مجلداً بطباعة فاخرة.
[هذا التعريف بالكتاب منتقى من مقدمة التحقيق ومقدمة المؤلف]