[موطأ مالك]
توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
تواترت نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه منذ أن ألفه، وإلى يوم الناس بما لا يقبل الشك ولا يدع مجالًا للريب، وتوافرت همم أهل العلم في خدمة هذا السفر الجليل جيلًا بعد جيل.
وصف الكتاب ومنهجه:
كان تدوين السنة في زمان الإمام مالك لا زال في طوره الأول، فكان المؤلفون يجمعون في كتبهم بين الغث والسمين، واختلفت مشاربهم في ترتيب ما يجمعون، لكن غلب على كتبهم عدم مراعاة الترتيب الموضوعي فيما بين مادة الكتاب الواحد.
فكان للإمام مالك ـ بكتابه هذا ـ قصب السبق في هذا المضمار؛ إذ امتازت مادة كتابه بالترتيب الموضوعي المتميز، على الكتب والأبواب، في تناسق عجيب غير معهود في ذاك العصر؛ فابتدأ بكتاب مواقيت الصلاة، فكتاب الطهارة ... , وهكذا حتى ختم الكتاب بذكر أسماء النبي (وجعل كل هذا في أبواب مندرجة تحت كل كتاب، وتحت كل باب عدد من الأحاديث التي تنتظم في سلك واحد مع بعضها, ثم توج كل ذلك بأن جعل مادة الكتاب منتقاة من الأحاديث الصحيحة الذي رواه عنه أهل العلم في كتبهم بعد ذلك بأسانيدهم المتصلة بالإمام مالك، لاسيما الشيخان في صحيحيهما.
هذا ولم يخرج الكتاب في صورة أحاديث مسندة فحسب، بل مالك رحمه الله يعلق بتعاليق فقهية، بعضها من اجتهاداته وبعضها مما ارتضاه من آراء سابقيه، ومن ثم فقد جسد الإمام مالك مذهبه الفقهي من خلال هذا الكتاب.
وقد أتت بعض أحاديث الكتاب مرسلة، وبعضها معلقة، ومنها البلاغات، ومنها ما في إسناده شيء من ضعفٍ، لكن ذلك لم يقدح في الصحة العامة لمادة الكتاب؛ لأن هذه النصوص قد وصلت بأسانيد أخرى بعضها في روايات أخرى للموطأ، وبعضها عند غيره ونص على من وصلها بأسانيد معتبرة، المعتنون بالموطأ كابن عبد البر، والسيوطي وغيرهما، فسلمت مادة الكتاب كلها عدا أربعة أحاديث وهذا قليل إذا ما قورن بأحاديث الكتاب التي بلغت (1823) حديثًا.
[التعريف بالكتاب نقلا عن موقع جامع الحديث]