[إعجاز القرآن - الباقلاني]
أول كتب الباقلاني نشراً وأشهرها ذكراً، وأعظم كتاب ألف في إعجاز القرآن إلى يومنا هذا كما يقول السيد أحمد صقر في مقدمة نشرته للكتاب. أورد فيه نصوصاً من خطب النبي (ص) وفصحاء الصحابة والتابعين، من ص (196 حتى 234) ليقع الفصل كما يقول بين كلام الآدميين وكلام رب العالمين، ويتبين الحد الذي يتفاوت بين كلامهم وبين نظم القرآن جملة. قال في مقدمته: (إن من أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزمهم بحثه ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقواعد توحيدهم عماداً ونظاماً) وعن البيئة التي وضع فيها كتابه يقول: (فالناس بين رجلين: ذاهب عن الحق ذاهل عن الرشد، وآخر مصدود عن نصرته، مكدود في صنعته) أما القرآن: (فقد قل أنصاره، واشتغل عنه أعوانه، وأسلمه أهله، فصار عرضة لمن شاء أن يتعرض فيه، حتى عاد مثل الأمر الأول على ما خاضوا فيه عند ظهور أمره ... وذُكر لي عن بعض جهالهم أنه جعل يعدله ببعض الأشعار، ويوازن بينه وبين غيره من الكلام، ولا يرضى بذلك حتى يفضله عليه) قال: (وقد صنف الجاحظ في نظم القرآن كتاباً لم يزد فيه على ما قاله المتكلمون قبله) . انظر قطعة مهمة منه في كتاب الجاحظ (حجج النبوة/ 147) . بقي أن نشير إلى أن أبا حيان قذف الباقلاني في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) بالإلحاد وإبطان مذهب الخرمية (1/ 143) وبالغ ابن حزم في تكفيره، كدأبه في الطعن على أئمة الأشاعرة فقال: (كافر أصلع الكفر، مشرك يقدح في النبوات، ملحد خبيث المذهب ملعون، يخالف القرآن ويكذب الله ... إلخ) ثم ساق شعر المعري فيه: شهدتُ بأن ابن المعلم هازل=بأصحابه والباقلاني أهزل. واستشهد لنقمته على الباقلاني في كتابه الفصل (4/ 221) بأن الباقلاني زعم في كتابه (الانتصار لصحة نقل القرآن: خ) أن تقسيم آيات القرآن وترتيب مواضع سوره شيء فعله الناس، وليس هو من عند الله. قال: فقد كذب هذا الجاهل وأفك. وتقضي الأمانة العلمية أن نذكر، أن الباقلاني يقول في نفس الكتاب: (ورقة 4 ب) (وترتيب القرآن ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى ورتبه عليه رسوله (ص) وأن الأمة ضبطت عن النبي (ص) ترتيب آي كل سورة ومواضعها) !. طبع الكتاب لأول مرة بمطبعة الإسلام بمصر سنة (1315هـ) ثم طبع طبعات كثيرة، أجودها: نشرة السيد أحمد صقر (ذخائر العرب) دار المعارف (القاهرة: 1374هـ 1954م) وقدم له بمقدمة جليلة. ومما ألف حول الكتاب: (الباقلاني وكتابه إعجاز القرآن) د. عبد الرؤوف مخلوف.
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]